لماذا أنا ضد “الفخامة” في التصميم (ولماذا قد تكون أنت كذلك أيضاً!)

كلمة “فخم” أو “Luxury” من أكثر الكلمات رنانة في عالم التصميم الداخلي.

غالباً ما تُستخدم للدلالة على التميز والرقي، وكأن الفخامة هي المعيار الأعلى للجمال.

إلا أن الحقيقة أن كثيرين حين يقولون: “أريد تصميمًا فخمًا” يقصدون الجودة العالية، بينما المصطلح ذاته أصبح يحمل معانٍ أخرى — مرتبطة بالمبالغة، التكلف، والندرة المصطنعة.

أصبح “الفخم” يعني الرخام النادر، أو الخشب الفاخر، أو التشطيب اليدوي الصعب، لمجرد كونه “يدوي”.

وهكذا، تحوّل المفهوم من جودة التجربة إلى استعراض للندرة، وهنا تبدأ المشكلة.

الفخامة المبالغ فيها تبعد التصميم عن جوهره

كثير من التصاميم “الفخمة” اليوم تبالغ في التفاصيل، أو تستخدم خامات غريبة لمجرد غرابتها، دون أن تضيف أي قيمة حقيقية للمكان.

فالتميز الحقيقي في التصميم لا يُقاس بكمية النقوش أو بلمعة الرخام، بل بمدى راحة المستخدم وجودة التجربة اليومية.

لقد أتاح التقدم التكنولوجي اليوم الحصول على خامات جميلة وواقعية، مثل الرخام الصناعي أو الأرضيات من نوع SPC، التي تمنح مظهراً شبيهاً بالخشب الطبيعي، دون عيوبه، مع عمر أطول وسعر أقل.

فلماذا ندفع ضعف السعر لمجرد إثبات أن المكان “فخم”؟

الجمال الحقيقي يكمن في البساطة المدروسة، والكفاءة، واختيار الخامة الذكية التي تخدم الإنسان قبل الشكل.

المعنى الأصلي للفخامة… كيف ضاع

في جوهره، كانت الفخامة تعني التميز والندرة في المواد وصعوبة التنفيذ.

لكن حين تتحول إلى غاية في حد ذاتها، تفقد معناها.

فكثير من التصاميم “الفخمة” لا تعكس ذوقاً أو راحة، بل رغبة في الظهور أو إبهار الآخرين.

تصميم المنزل يصبح مرهقاً بصرياً، غالياً مادياً، وبعيداً عن راحة ساكنيه.

الفخامة الحقيقية، من وجهة نظري، ليست هدفاً، بل نتيجة طبيعية لاختيارات صحيحة متناغمة وواضحة في رسالتها.

الفخامة الواعية… منظور جديد

أنا لست ضد الفخامة حين تكون ناتجة عن جودة التنفيذ أو اختيار خامات متينة تدوم.

لكنني ضدها حين تتحول إلى غاية بحد ذاتها.

القيمة الحقيقية في التصميم ليست في ندرة المادة، بل في التجربة التي يقدمها المكان.

هل هو مريح؟ عملي؟ مستدام؟ مميز بطريقة تخدم ساكنه؟

هنا تكمن الفخامة الحقيقية.

فعلى سبيل المثال، حين أختار أرضيات باركيه SPC بدل الخشب الطبيعي، فأنا أختار خياراً ذكياً: طويل العمر، مقاوم للماء، وسهل الصيانة.

وهذا بحد ذاته فخم بمعيار الوعي والاستدامة.

في النهاية، الفخامة ليست لوناً ذهبياً أو قطعة نادرة، بل إحساس بالجودة، التوازن، والراحة اليومية.

أما المظاهر الزائدة فهي مجرد محاولات لإبهار الآخرين، بينما التصميم الحقيقي يرضي الذات أولاً وأخيراً.